تقنية

مهرجان للسينما بالذكاء الاصطناعي.. هل تتأثر هوليود بالتطور التقني قريبا؟

يُفتح مهرجان نيويورك لأفلام الذكاء الاصطناعي الباب أمام الإمكانيات المتاحة من خلال هذه التكنولوجيا، التي أصبحت في متناول الجميع، من خلال عروض أفلام قصيرة تعكس خيال مبتكريها وتمتع بمشاهد جمالية خارقة.

شهد المهرجان الذي نظمته شركة “رانواي إيه آي”، الناشئة والمتقدمة في مجال إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، تقديم ما يقرب من 3 آلاف فيلم قصير، حيث تم اختيار 10 أعمال في التصفية النهائية، مما يعكس الطفرة الإبداعية التي توفرها هذه التكنولوجيا.

يشير المؤسس المشارك لـ”رانواي إيه آي”، أناستاديس جيرمانيديس، إلى أن الأفلام التي تم عرضها تتميز بتنوعها وتعبيرها المبتكر، مع تفاوت كبير في الأساليب المستخدمة.

على مدى السنوات الخمسين الماضية، ساهمت السينما وأفلام الرسوم المتحركة بشكل كبير في استخدام الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ظهور أعمال بارزة مثل “استهلال” و”المصفوفة” و”فينسنت المحب”.

ميزة الأفلام القصيرة تكمن في تكلفتها المنخفضة بالمقارنة مع الأفلام الضخمة، حيث يُمكن إنتاجها باستخدام أدوات متاحة للجميع.

تمكن “رانواي إيه آي” من تقديم خدماتها من خلال طلبات مكتوبة بلغة عادية، تتضمن إنشاء لقطات قصيرة، أو تحويل صور ثابتة إلى فيديو، أو تعديل مشاهد موجودة لإنشاء أعمال إبداعية جديدة.

رغم التحسن المستمر في البرمجيات الحالية، إلا أن هناك بعض القيود في بعض المجالات مثل زوايا الكاميرا وعرض البشر في الحركة الحية.

يُوضح المخرج الفرنسي أنه واجه صعوبة في الحصول على شخصيات أو كلمات باستخدام التكنولوجيا، مما دفعه لإجراء تعديلات كثيرة على الفيلم لتحسين جودته.

مؤسسو الشركة يشددون على أهمية إتقان “لغة مشتركة” بين البرمجة والإبداع، مستشهدين بشركتي “آبل” و”بيكسار” كنماذج ناجحة في هذا المجال.

التكنولوجيا الجديدة تُمثل فرصة للمخرجين المستقلين لتحقيق أفكارهم بتكلفة منخفضة، مما قد يزيد من التنافس مع أفلام هوليود.

مع تقدم التكنولوجيا، قد يتم استبدال بعض مراحل صناعة الأفلام بالأتمتة، لكن الوظائف الإبداعية ستظل مهمة ولن تختفي.

من جانبه، يرى المخرج كارلو دي تونيي، الذي شارك في إنتاج فيلم “أويكنينغ تو كرييشن” وحاز على جائزة في المهرجان، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لتغيير نموذج هوليوود التقليدي بالنسبة للمخرجين المستقلين.

يتوقع دي تونيي أن تقترب الإنتاجات المستقلة أكثر فأكثر من أفلام هوليوود وتتنافس معها، خاصة مع توفر الاشتراكات بأسعار معقولة على منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

على الرغم من أن المخرج يعبر عن قلق بعض الناس في صناعة السينما بسبب التطور التكنولوجي، إلا أنه يرى أن الفكر والرؤية المبدعة للفنان هي التي ستحدد الفارق في النهاية، وليس فقط الأدوات التكنولوجية.

من خلال هذه العمليات الإبداعية الجديدة، يمكن أن تحل الذكاء الاصطناعي محل بعض المهام في صناعة الأفلام، مما قد يفتح المجال لاعتماده في مجالات جديدة وتغيير الديناميات التقليدية في هذا القطاع.

بشكل عام، يبدو أن التطور التكنولوجي في مجال السينما يشهد تغيرات جذرية في الطريقة التي يتم بها إنتاج واستهلاك الأفلام، ويبدو أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً متزايد الأهمية في هذا التحول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى