هجوم روسي واسع على كييف يفاقم التصعيد قبيل تحركات دبلوماسية مرتقبة
تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف، فجر اليوم السبت، لهجوم روسي واسع النطاق، في ظل تحذيرات رسمية من هجوم صاروخي وإعلان سلاح الجو الأوكراني حالة التأهب القصوى، ضمن موجة تصعيد جديدة طالت عدة مناطق في البلاد.
وشنت القوات الروسية، خلال ساعات الليل، سلسلة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة استهدفت مناطق متفرقة من أوكرانيا، من بينها تشيرنيهيف وميكولايف وخاركيف وجيتومير، بالتزامن مع تقدم ميداني متواصل تحرزه القوات الروسية في شرق البلاد، حيث تعلن موسكو بشكل شبه أسبوعي السيطرة على قرى وبلدات جديدة.
وتميّز الهجوم الأخير على كييف بطوله واتساع نطاقه، إذ استمر لساعات عدة، وشمل مناطق واسعة من العاصمة، مع استخدام أنواع متعددة من الأسلحة عالية التدمير، ما يجعله مختلفا عن الهجمات السابقة. ويعد هذا الهجوم الثاني على كييف خلال 48 ساعة فقط.
ودفعت كثافة الضربات سلاح الجو الأوكراني إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في مختلف أنحاء البلاد، وإعلان حالة التأهب العام. وبدأت الانفجارات في الساعات الأولى من صباح السبت، واستمرت حتى بزوغ الفجر، وسط دوي متواصل للصواريخ والطائرات المسيّرة في أرجاء العاصمة.
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، استخدمت روسيا في هجومها صواريخ “كينجال” الفرط صوتية، إلى جانب صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، في واحدة من أعنف الضربات التي تشهدها كييف خلال الفترة الأخيرة.
وفي حصيلة أولية، أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو إصابة ثمانية أشخاص جراء الهجمات. كما أفادت إدارة المدينة بانقطاع التدفئة عن أكثر من 2600 مبنى سكني، و187 حضانة، و138 مدرسة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 320 ألف أسرة.
وعلى الصعيد العسكري، أعلنت أوكرانيا حالة التأهب الجوي في عموم البلاد، وأكدت قنوات عسكرية على تطبيق “تلغرام” نشر صواريخ كروز وصواريخ باليستية ضمن منظومة الدفاع الجوي لحماية العاصمة. إقليميا، أغلقت بولندا مطاري جيشوف ولوبلين في جنوب شرق البلاد، ونفذت طائراتها العسكرية طلعات جوية تحسبا لتداعيات الهجمات الروسية.
ويأتي هذا التصعيد قبل يوم واحد من اجتماع مرتقب في الولايات المتحدة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث تفاصيل اتفاق محتمل لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات.
ويرى مراقبون أن توقيت الهجوم ونطاقه الواسع وحجم الأضرار التي ألحقها بالبنية التحتية في كييف يحمل رسائل ميدانية واضحة قبيل القمة المرتقبة، ويهدف إلى فرض وقائع جديدة على طاولة المباحثات، خاصة في ظل التقدم الميداني الروسي البطيء لكن المستمر في شرق أوكرانيا.
ولا تزال قضية الأراضي تشكل العقبة الأبرز أمام الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، إذ كشف زيلينسكي أن مسودة من 20 نقطة ضمن مبادرة سلام تقودها الولايات المتحدة قد اكتملت بنسبة 90%.





