هل ينجح مسلسل فول آوت في إعادة اللعبة إلى الحياة؟
في بداية أبريل/نيسان الماضي، أطلقت شبكة “برايم” التابعة لأمازون أحدث إنتاجاتها، وهو مسلسل مقتبس من سلسلة الألعاب الشهيرة “فول آوت” (Fallout). رغم أن الجزء الأخير من السلسلة صدر في 2018، أي منذ ست سنوات، إلا أن المسلسل حقق نجاحًا هائلًا، حيث جذب 65 مليون مشاهدة خلال أسبوعين فقط.
المسلسل لم يقتصر على إعادة تقديم قصص اللعبة القديمة، بل ابتكر قصة جديدة تمامًا تدور في العالم ذاته دون كسر قواعد اللعبة، مما جعله متوافقًا مع عالم اللعبة ومكملًا لها بشكل غير مباشر.
النجاح الكبير للمسلسل دفع الملايين للدخول إلى عالم “فول آوت”، حيث كشفت شركة “بيثيسدا” المطورة للعبة عن زيادة نشاط ألعابها القديمة، ووصول 5 ملايين لاعب جديد عبر جميع الأجزاء السابقة، مع أكثر من 100 ألف لاعب نشط في مختلف الأجزاء. هذا النجاح يدفعنا للتساؤل: هل سنرى قريبًا الجزء الخامس الذي طال انتظاره من لعبة “فول آوت”؟
جمهور جديد كليًا
لعبة “فول آوت 76″، وهي آخر جزء صدر من السلسلة في عام 2018، كانت تعتمد على اللعب الجماعي عبر الإنترنت. ورغم أنها صدرت في وقت كانت جميع الشركات تحاول تقديم ألعاب جماعية مستمرة بعد نجاح “جي تي إيه في” (GTA V)، إلا أن أكبر عدد لاعبين متصلين معًا في آن واحد لم يتجاوز 15 ألف لاعب. بعد صدور المسلسل، قفز هذا العدد ليتجاوز 72 ألف لاعب.
وفي “فول آوت 4” لوحظ نفس النمط، حيث تمكنت اللعبة التي صدرت في 2016، بعد المسلسل، من تحطيم حاجز 180 ألف لاعب مستمر، مما يعد نموًا تجاوز 3 أضعاف الوضع السابق. وإذا عدنا إلى جميع ألعاب السلسلة، فمن المتوقع أن نجد نموًا مماثلًا خلال الأسابيع الماضية، يعزى لصدور المسلسل في هذا التوقيت.
يشير هذا النمو الكبير إلى قدرة المسلسل على اختراق فئات جديدة لم تكن مهتمة باللعبة سابقًا، سواءً كانوا من أبناء الجيل زد أو من المعاصرين الذين فقدوا شغفهم تجاهها.
مالك جديد لسلسلة “فول آوت”
عانت شركة “بيثيسدا” في السنوات الماضية من أوضاع اقتصادية سيئة، نتيجة مجموعة من الألعاب التي لم تحقق النجاح المطلوب وزيادة تكلفة تطوير الألعاب والتسويق لها. انتهى هذا الوضع في عام 2021 عندما استحوذت “مايكروسوفت” على “زينيماكس” المالكة لاستوديو ألعاب “بيثيسدا”، ليبدأ عصر جديد للشركة.
تمتلك “مايكروسوفت” موارد ضخمة لدعم ألعاب الاستوديو، من خلال التغطية الإعلامية المناسبة أو دعم المطورين. ظهر هذا الدعم بوضوح عند الإعلان في 2023 عن لعبة “ستارفيلد” (Starfield)، التي تعد من الألعاب الطموحة للغاية.
هذا الدعم استمر مع إعادة انبعاث “فول آوت”، حيث قدمت “مايكروسوفت” عدة تحديثات لتشغيل اللعبة على الأجهزة الحالية، معالجة بعض الأخطاء الرسومية ودفع رسوم اللعبة إلى أقصى درجة، بالإضافة إلى تقديم خوادم جديدة لتحمل أعداد اللاعبين الجديدة.
أمل جديد للعبة “فول آوت 5″؟
اشتهرت “بيثيسدا” بتقديم ألعاب تقمص الأدوار (RPG)، مثل سلسلة “ذا إلدر سكرولز” (The Elder Scroll) و”فول آوت”. رغم انتظار الملايين لأجزاء جديدة، إلا أن الشركة لم تكشف عنها بعد.
ومع استحواذ “مايكروسوفت” على “بيثيسدا”، زادت التكهنات حول قدرتها على تقديم الألعاب المميزة. والآن، بعد النجاح الكبير للمسلسل، عادت أحلام الجزء الخامس من “فول آوت” للظهور مجددًا.
لن تجد “مايكروسوفت” فرصة أفضل للإعلان عن تطوير الجزء الخامس من السلسلة، فهي تمتلك كافة حقوقها ووصلت إلى اتفاق مناسب مع “سوني” لإطلاق ألعابها على “بلاي ستيشن 5”. الأهم من ذلك هو وجود القاعدة الجماهيرية التي تنتظر هذه اللعبة، مما يوفر الكثير من الجهود التسويقية.
تشير بعض التقارير إلى أن “فول آوت 5” قيد التطوير بالفعل، وأن “مايكروسوفت” تسعى لتسريع تطوير اللعبة. الشائعات عن وجود “فول آوت 5” في مرحلة التطوير موجودة منذ عام 2016.
إن كان هناك وقت مناسب لتعلن “مايكروسوفت” عن الجزء الجديد من “فول آوت”، فهو الآن. ولكن هل تستطيع الشركة اتخاذ القرار في الوقت المناسب قبل أن يخمد شغف اللاعبين؟