حرائق جديدة في الجليل الأعلى وإسرائيل تقصف جنوب لبنان بالفسفور
أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن فشل اعتراض طائرتين مسيرتين في سماء صفد أدى إلى اندلاع حريق في المنطقة اليوم الثلاثاء. وردًا على ذلك، دعا وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش إلى “حرق لبنان بأكمله”، بعد اندلاع عشرات الحرائق في شمال إسرائيل نتيجة صواريخ أطلقها حزب الله.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، حاولت أنظمة الدفاع الجوية اعتراض الطائرتين المسيرتين في سماء الجليل الأعلى، ولكنهما سقطتا مما أدى إلى اندلاع حريق قرب صفد وإصابة جندي إسرائيلي بجروح متوسطة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة فوق البحر قبالة شواطئ نهاريا أطلقت من جهة لبنان. وأفاد مراسل الجزيرة بأن صفارات الإنذار دوت عدة مرات في كريات شمونة وعرب العرامشة وبلدات أخرى في الجليل الأعلى.
كما أعلن مستشفى صفد في الجليل الأعلى أنه قدم العلاج لـ 16 إسرائيليًا أصيبوا أثناء مكافحة الحرائق الهائلة في مدينة كريات شمونة مساء الاثنين، بينهم 7 جنود و9 مدنيين.
وأكدت سلطة الإطفاء الإسرائيلية أنها تعاملت مع 15 حريقًا في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل، وبمساعدة الجيش، تمكنت من السيطرة على الحرائق في مستوطنة كريات شمونة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الحرائق دمرت أجزاء من بعض المنازل في كريات شمونة ومرغليوت ومستوطانات أخرى، ولا يزال حجم الأضرار غير معروف.
نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى تقييمًا للأوضاع في الشمال مع قادة الأجهزة الأمنية، وأطلعه فريق الإطفاء على جهودهم لإخماد الحرائق.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى تعاونه مع الجبهة الداخلية وشعبة العمليات وقيادة الجبهة الشمالية لإخماد الحرائق، خصوصًا في كريات شمونة بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان، مضيفًا أنه ضاعف عدد قوات الاحتياط والمعدات للسيطرة على النيران ومنع انتشارها.
في المقابل، قصفت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية محيط بلدتي حلتا وكفرشوبا في جنوب لبنان باستخدام قذائف الفسفور الأبيض والقذائف الحارقة، بحسب مراسلة الجزيرة. كما قصفت طائرة إسرائيلية سيارة في محيط بلدة يحمر في البقاع الغربي شرق لبنان.
صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لو كان مسؤولاً عن المقاتلات والصواريخ لعرف حزب الله اللبناني ما هو الرد الحقيقي لإسرائيل، مؤكداً أن الحرائق في الشمال دليل على فشل سياسة الاحتواء، وأنه “حان الوقت ليحترق لبنان”.
من جانبه، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى شن هجوم على البنى التحتية للبنان ومراكز حزب الله، مؤكداً أن الوضع في شمال إسرائيل يتدهور.
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الشمال يحترق ومعه قوة الردع الإسرائيلية، مضيفًا أن حكومة نتنياهو هي حكومة الفوضى الكاملة، قائلاً إنها “ليس لديها خطة لليوم التالي في غزة، ولا خطة لإعادة السكان إلى الشمال، ولا إدارة ولا استراتيجية.”
في غضون ذلك، أعلن حزب الله استهداف ثكنة راميم بالقذائف المدفعية ونعى اثنين من مقاتليه قُتلا في غارتين على محيط بلدة كوثرية الرز والناقورة في جنوب لبنان. وأكد الحزب أنه هاجم 9 أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان، بما في ذلك مقر قيادة فرقة الجليل وموقع المطلة، وقصف مرابض الزاعورة بالجولان المحتل، واستهدف مواقع المالكية وخلة وردة وحرش شتولا.
منذ الثامن من أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي القصف اليومي عبر “الخط الأزرق” الفاصل، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني. وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ السابع من أكتوبر لهجوم إسرائيلي خلف أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
تواصل إسرائيل هجومها على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن بوقف القتال وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع أعمال “الإبادة الجماعية” وتحسين الوضع الإنساني في غزة.